فــائــدة : أنــواع الــعــبــادات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة
في " العبودية " : (ص 38) :

" العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ".

وأما أنواع العبادات ، فهي كالآتي :

(1) العبادات القلبية : أهمها وأجلها وأعظمها شأناً الإيمان بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومحبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سواهما ، ومحبة الأنبياء والمرسلين والملائكة والخلفاء الراشدون المهديون ، وبقية العشرة المبشرين ، وأهل بدر ، وأهل الشجرة ، وأهل بيعة الرضوان ، وأمهات المؤمنين ، وأهل بيته الطيبين الطاهرين ، وسائر الصحابة والتابعين ، والتابعين لهم بإحسان ، ومحبة أوليائه الصالحين ، والحب في الله ، والبغض في الله ، والغضب عند انتهاك حرماته ، وتعظيم شعائر الله ، والخوف منه ، والرجاء ، والخشوع ، والخشية ، والإنابة ، والإخلاص ، والتوكل ، والنية الصالحة ، والصبر ، والرضى ، والذل ، والخضوع ، والإستسلام ، والإنقياد ... وغير ذلك .

فــائــدة : أنــواع الــعــبــادات 0UU86876

(2) العبادات العملية : وأهمها الصلاة ، والصيام ، والحج ، والعمرة ، والجهاد في سبيل الله ، وجهاد النفس ، والهجرة في سبيل الله ، وطلب العلم ، وزيارة المساجد الثلاث ، ومسجد قباء ، وزيارة الإخوان في الله ، والمرضى ، وإجابة الدعوة ، وحضور الجنائز ، وحضور الجماعة ، وحفر القبور ، وتغسيل الأموات ، وتكفينهم ، ودفنهم ، والصلاة عليهم ، والدعاء لهم ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وإكرام الضيف ، والجار ، وكفالة اليتيم والإحسان إليه ، وبناء المساجد ، ونشر كتب أهل السنة ، والردود على أهل البدع ... وغير ذلك .

(3) العبادات القولية : أهمها الذكر ، كقراءة القرآن والتسبيح ، والتحميد ، والتهليل ، والتكبير والدعاء بنوعيه ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والكلمة الطيبة ، والدعوة إلى الله عز وجل ، وصدق الحديث ، وتعليم الناس ، ونشر العقيدة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتحذير من البدع والمحدثات ، والتواصي بالحق ، والصبر ، والنصح لله عز وجل ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم والدعاء لولاة الأمر بالصلاح ، والإستعاذة ، والإستغاثة ، والإستعانة ، والحلف بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى ، والسلام ، وتشميت العاطس ... وغير ذلك .

(4) العبادات المالية : من أهمها الزكاة ، والصدقة ، والذبح ، والنذر ، وإطعام الطعام ، وبناء المساجد ، والمدارس السنية ، والمعاهد السلفية ، والمستشفيات ، وحفر الآبار ، والنفقة على طلبة العلم الثقات ، والنفقة على الأهل والعيال وذوي القربى ، والأيتاء ، والأرامل ، وتجهيز المجاهدين والمرابطين في سبيل الله ، وعتق الرقاب ، وفك العاني ، وقضاء الدين ، وبناء البيوت والأربطة لآبناء السبيل ... وغير ذلك .

قاعدة عقائدية :

جميع هذه العبادات حق ثابت لله عز وجل وحده لا شريك له ، ولا يشاركه فيها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ، يقول الله عز وجل : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ . سورة الأنعام : (الآية : 162) .

فمن صرف شيئاً منها لغير الله كأن يدعو غير الله أو يستعين بغيره أو ينذر لغيره ، كان بذلك مشركاً كافراً ، أعاذنا الله وإياكم من ذلك .